بسم الله الرحمن الرحيم
الوضعية-المشكلة
و تداعياتها البيداغوجية
Situation-problème 1 - الوضعية-المشكلة
تعتبر الوضعية-المشكلة، في إطار المقاربة بالكفايات، عنصرا مركزيا.
وتمثل المجال الملائم الذي تنجز فيه أنشطة تعلمية متعلقة بالكفاية، أو
أنشطة تقويم الكفاية نفسها.
2 - مفهوم الوضعية-المشكلة
تتكون الوضعية-المشكلة حسب روغيرس من :
** وضعية (situation) : تحيل إلى الذات في علاقتها بسياق معين، أو
بحدث (évènement)، مثال : خروج المتعلم إلى نزهة، زيارة مريض، اقتناء
منتوجات، عيد الأم، اليوم العالمي للمدرس، -
** مشكلة (problème) : وتتمثل في استثمار معلومات أو إنجاز مهمة أو تخطي حاجز، لتلبية حاجة ذاتية عبر مسار غير بديهي.
وتحدث الوضعية-المشكلة، في الإطار الدراسي، خلخلة للبنية المعرفية
للمتعلم، وتساهم في إعادة بناء التعلم. وتتموضع ضمن سلسلة مخططة من
التعلمات.
3 - مميزات الوضعية-المشكلة
تتمثل أهم مميزات الوضعية-المشكلة في كونها :
1 - تمكن من تعبئة مكتسبات مندمجة وليست مضافة بعضها لبعض.•
2 - توجه التلميذ نحو إنجاز مهمة مستقاة من محيطه، وبذلك تعتبر ذات دلالة تتمثل في بعدها الاجتماعي والثقافي...
3 - كما أنها تحمل معنى بالنسبة للمسار التعلمي للتلميذ،
أو بالنسبة لحياته اليومية أو المهنية.•
تحيل إلى صنف من المسائل الخاصة بمادة أو بمجموعة مواد.•
تعتبر جديدة بالنسبة للتلميذ عندما يتعلق الأمر بتقويم الكفاية.
وتعمل هذه المميزات على التمييز بين التمرين التطبيقي لقاعدة أو نظرية
من جهة، وبين حل المشكلات المتمثل في ممارسة الكفاية من جهة أخرى
4 - مكونات الوضعية-المشكلة
تتكون الوضعية-المشكلة من عنصرين أساسيين، هما :
1 - السند أو الحامل : ويتضمن كل العناصر المادية التي تقدم للتلميذ، والتي تتمثل في :
** السياق و المعلومات التي سيستثمرها التلميذ أثناء
الإنجاز. وقد لا يستغل بعضها في الحل فتسمى معلومات مشوشة، تتمثل أهميتها
في تنمية القدرة على الاختيار.
** الوظيفية : وتتمثل في تحديد الهدف من حل الوضعية، مما يحفز التلميذ على الإنجاز.
2 - المهمة :
وتتمثل في مجموع التعليمات التي تحدد ما هو مطلوب من المتعلم
إنجازه. . ويستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة، تتيح للتلميذ فرصة إشباع حاجاته
الشخصية، كالتعبير عن الرأي، واتخاذ المبادرة، والوعي بالحقوق والواجبات.
*******************************************
واعتبارا لهذه المكونات، تأخذ الوضعية-المشكلة دلالة بالنسبة للتلميذ حيث إنها :
** تتيح له فرصة تعبئة مكتسباته في مجالات حياته، التي تعتبر مراكز اهتمامه؛
** تشكل تحديا بالنسبة التلميذ، ومحفزا على التعلم الذاتي؛
** تتيح له فرصة الاستفادة من مكتسباته، بنقلها بين سياقات مختلفة؛
** تفتح له آفاق تطبيق مكتسباته؛
** تحثه على التساؤل عن كيفية بناء وصقل المعرفة، وعن مبادئ وأهداف وسيرورات تعلمه؛
** تمكنه من الربط بين النظري والتطبيقي، وبين مساهمات مختلف المواد الدراسية؛
** تمكنه من تحديد حاجاته في التعلم، من خلال الفرق بين ما اكتسبه، وما يتطلبه حل الوضعية-المشكلة.
5 – وظائف الوضعية-المشكلة
للوضعية-المسألة وظائف عديدة، منها ما يرتبط بالمادة المدرسة، ومنها ما
له علاقة بتنشئة المتعلم بصفة عامة. فبالنسبة للمادة المدرسة، يمكن
للوضعية-المشكلة أن تؤدي :
وظيفة ديداكتيكية : وتتمثل في تقديم إشكالية لا يفترض حلها منذ
البداية، وإنما تعمل على تحفيز التلميذ لانخراطه الفاعل في بناء التعلم.
- وظيفة تعلم الإدماج : ويتعلق الأمر بتعلم إدماج الموارد (التعلمات المكتسبة) في سياق خارج سياق المدرسة.
وظيفة تقويمية : وتتحقق هذه الوظيفة عندما تقترح وضعية-مسألة
جديدة، بهدف تقويم قدرة التلميذ على إدماج التعلمات في سياقات مختلفة، ووفق
معايير محددة. ويعتبر النجاح في حل هذه الوضعية-المشكلة دليلا على التمكن
من الكفاية
6 - صياغة وضعية- مشكلة
يتم اكتساب الكفاية من خلال التمكن من الموارد الممثلة في الأهداف
التعلمية، والتمرن على إدماج هذه الموارد باعتماد وضعية-مسألة مرتبطة
بالكفاية.
وتحدد فئة الوضعيات المسائل، أو الوضعيات-المشكلة المتكافئة،
الخاصة بكفاية بواسطة وسائط (برامترات paramètres) تدقق نوع وعدد وطبيعة
مكونات الوضعية كالسياق أو المعلومات (المكتسبة من خلال التعلم أو المقترحة
في شكل وثائق) أو المهمة أو ظروف إنجازها والمعايير التي ستعتمد في تقويم
إنتاج التلاميذ.
وغالبا ما تتم الإشارة لهذه الوسائط أو لبعضها عند صياغة الكفاية،
وذلك لإتاحة الفرصة للفاعلين التربويين لإعداد وضعيات-مسائل مرتبطة بكفاية
ما.