الدليل الإرشادي لمواجهة السلوك العدواني عند الطلاب والطالبات
أساليب تعديل السلوك الإنساني
كتب عدنان أحمد الفسفوس:
بسم الله الرحمن الرحيم
" رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا "
صدق الله العظيم
المقدمة:
عرف الإنسان منذ القدم أساليب كثيرة في تعديل السلوك واستخدمها في حياته مع
بني البشر، وقد أشار القرآن الكريم إلى مجموعة من الأساليب العلاجية التي
يمكن استخدامها في تعديل السلوك وتقويمه، ومن ذلك ما ورد بشأن علاج نشوز
المرأة، حيث قال الله تعالى " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن
في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا
كبيرا " (النساء:34)
وقد اشتملت هذه الآية على أسلوبين من أساليب تعديل السلوك هما:أسلوب العقاب
السلبي ( الهجر) وأسلوب العقاب الايجابي (الضرب) ويسبقهما أسلوب عقلي
معرفي هو (الوعظ).
كذلك استخدم القرآن الكريم أسلوب عرض النماذج الصريحة والضمنية من خلال سرد
القصص والأمثال القرآنية في تعديل السلوك، كذلك كان سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم أسوة حسنة يقتدي بها المسلمون حيث أصبحت أقواله وأعماله وتقاريره
سنة نسير عليها إلى يوم الدين.
كذلك فان المتأمل في تاريخ الدعوة الإسلامية يجد أن الإسلام قد انتشر
اعتماداً على أساليب تتعامل مع النفس البشرية بكلياتها، أساليب بدأت بتصحيح
العقيدة وما أحاط بها من انحرافات خطيرة حتى إذا قويت العقيدة وصح العقل
بدأ تعديل السلوك من علاقات ومعاملات وبتدرج واضح جعل هذا التغيير يرسخ
ويصبح حياة لكل مسلم.
كما أن المنهج الإسلامي اهتم بالجانب العقلي كجزء هام في تحديد السلوك
وبالتالي في تغييره وهو جانب لم يهتم به المعالجون السلوكيون إلا منذ سنوات
قليلة مضت.
وفي العصر الحديث يعتبر تعديل السلوك حديث نسبياً وهو فرع من فروع العلاج
والإرشاد النفسي قام على أساس نظريات ومباديء التعلم، لكن لم تبدأ الإشارة
إليه بشكل مباشر إلا بعد أن كتب جوزيف وولبي كتابه الشهير عن العلاج بالكف
بالنقيض عام 1958م وبعد ذلك بعام واحد نشر هانز ايزينك في انجلترا دراسة عن
علاج السلوك ثم تطور هذا العلم على يد ايفان بافلوف وواطسن وسكينر، الذين
قدموا نظريات التعلم ثم ظهرت في السنوات الأخيرة نظرية التعلم الاجتماعي
التي طور مفاهيمها ألبرت باندورا والتي ترى أن تأثير البيئة على اكتساب
وتنظيم السلوك يتحدد من خلال العمليات المعرفية.
الفصل الأول
- تعريف السلوك
- أنواع السلوك
- خصائص السلوك
- الأبعاد الرئيسية للسلوك
تعريف السلوك:-
يعرف السلوك الإنساني بأنه كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد سواءً
كانت ظاهرة أم غير ظاهرة. ويعرفه آخرين بأنه أي نشاط يصدر عن الإنسان سواءً
كان أفعالا يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات الفسيولوجية والحركية أو
نشاطات تتم على نحو غير ملحوظ كالتفكير والتذكر والوساوس وغيرها.
والسلوك ليس شيئاً ثابتاً ولكنه يتغير وهو لا يحدث في الفراغ وإنما في بيئة
ما، وقد يحدث بصورة لاإرادية وعلى نحو ألي مثل التنفس أو الكحة أو يحدث
بصورة إرادية وعندها يكون بشكل مقصود وواعي وهذا السلوك يمكن تعلمه ويتأثر
بعوامل البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الفرد.
والسلوك نوعان هما:-
أ.السلوك الاستجابي:
وهو السلوك الذي تتحكم به المثيرات التي تسبقه، فبمجرد حدوث المثير يحدث
السلوك، فالحليب في فم الطفل يؤدي إلى إفراز اللعاب، ونزول دموع العين عند
تقطيع شرائح البصل وهكذا وتسمى المثيرات التي تسبق السلوك بالمثيرات
القبلية.
إن السلوك الاستجابي لا يتأثر بالمثيرات التي تتبعه وهو أقرب ما يكون من
السلوك اللاإرادي، فإذا وضع الإنسان يده في ماء ساخن فانه يسحبها
اوتوماتيكياً، فهذا السلوك ثابت لا يتغير وان الذي يتغير هو المثيرات التي
تضبط هذا السلوك.
ب.السلوك الإجرائي:
هو السلوك الذي يتحدد بفعل العوامل البيئية مثل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والدينية والجغرافية وغيرها.
كما أن السلوك الإجرائي محكوم بنتائجه فالمثيرات البعدية قد تضعف السلوك الإجرائي وقد تقويه وقد لا يكون لها أي تأثير يذكر.
ونستطيع القول أن السلوك الإجرائي أقرب ما يكون من السلوك الإرادي.
خصائص السلوك:
1.القابلية للتنبؤ:
إن السلوك الإنساني ليس ظاهرة عفوية ولا يحدث نتيجة للصدفة وإنما يخضع
لنظام معين، وإذا استطاع العلم تحديد عناصر ومكونات هذا النظام فانه يصبح
بالامكان التنبؤ به، ويعتقد معدلي السلوك أن البيئة المتمثلة في الظروف
المادية والاجتماعية الماضية والحالية للشخص هي التي تقرر سلوكه، ولذلك
نستطيع التنبؤ بسلوك الشخص بناءً على معرفتنا بظروفه البيئية السابقة
والحالية، وكلما ازدادت معرفتنا بتلك الظروف وكانت تلك المعرفة بشكل موضوعي
أصبحت قدرتنا على التنبؤ بالسلوك أكبر ،ولكن هذا لا يعني أننا قادرون على
التنبؤ بالسلوك بشكل كامل ،فنحن لا نستطيع معرفة كل ما يحيط بالشخص من ظروف
بيئية سواء في الماضي أو الحاضر .
2.القابلية للضبط:
إن الضبط في ميدان تعديل السلوك عادة ما يشمل تنظيم أو إعادة تنظيم الأحداث
البيئية التي تسبق السلوك أو تحدث بعده،كما أن الضبط الذاتي في مجال تعديل
السلوك يعني ضبط الشخص لذاته باستخدام المباديء والقوانين التي يستخدمها
لضبط الأشخاص الآخرين.
والضبط الذي نريده من تعديل السلوك هو الضبط الايجابي وليس الضبط السلبي،
لذا أهم أسلوب يلتزم به العاملون في ميدان تعديل السلوك هو الإكثار من
أسلوب التعزيز والإقلال من أسلوب العقاب.
3.القابلية للقياس:
بما أن السلوك الإنساني معقد لان جزء منه ظاهر وقابل للملاحظة والقياس
والجزء الأخر غير ظاهر ولا يمكن قياسه بشكل مباشر لذلك فان العلماء لم
يتفقوا على نظرية واحدة لتفسير السلوك الإنساني، وعلى الرغم من ذلك فان
العلم لا يكون علمياً دون تحليل وقياس الظواهر المراد دراستها، وعليه فقد
طور علماء النفس أساليب مباشرة لقياس السلوك كالملاحظة وقوائم التقدير
والشطب وأساليب غير مباشرة كاختبارات الذكاء واختبارات الشخصية، وإذا تعذر
قياس السلوك بشكل مباشر فمن الممكن قياسه بالاستدلال عليه من مظاهره
المختلفة.
الأبعاد الرئيسية للسلوك:
1.البعد البشري:إن السلوك الإنساني سلوك بشري صادر عن قوة عاقلة ناشطة وفاعلة في معظم الأحيان وهو صادر عن جهاز عصبي.
2.البعد المكاني:إن السلوك البشري يحدث في مكان معين، فقد يحدث في غرفة الصف مثلاً.
3.البعد الزماني:إن السلوك البشري يحدث في وقت معين قد يكون صباحاً أو يستغرق وقتاً طويلاً أو ثواني معدودة.
4.البعد الأخلاقي:أن يعتمد المرشد/المعلم القيم الأخلاقية في تعديل السلوك
ولا يلجأ إلى استخدام العقاب النفسي أو الجسدي أو الجرح أو الإيذاء للطالب
الذي يتعامل معه.
5.البعد الاجتماعي:إن السلوك يتأثر بالقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد
المعمول بها في المجتمع وهو الذي يحكم على السلوك على أنه مناسب أو غير
مناسب، شاذ أو غير شاذ، فالسلوكيات قد تكون مقبولة في مجتمع ومرفوضة في
مجتمع أخر.
الفصل الثاني
- تعديل السلوك
- الأهداف العامة لتعديل السلوك
- خصائص تعديل السلوك
- مجالات تعديل السلوك
- الاتجاهات الرئيسية في تعديل السلوك
- خطوات تعديل السلوك
تعديل السلوك:
يرى كوبر وهيرون ونيوارد أن تعديل السلوك هو العلم الذي يشمل على التطبيق
المنظم للأساليب التي انبثقت عن القوانين السلوكية وذلك بغية إحداث تغيير
جوهري ومفيد في السلوك الأكاديمي والاجتماعي.
ويعرف إجرائيا بأنه عملية تقوية السلوك المرغوب به من ناحية وإضعاف أو إزالة السلوك غير المرغوب به من ناحية أخرى.
الأهداف العامة لتعديل السلوك:
لكي ينجح المرشد التربوي في تغير سلوك الطالب فلا بد من صياغة خطط إرشادية ترتكز في أساسها على تحقيق الأهداف التالية:
1.مساعدة الطالب على تعلم سلوكيات جديدة غير موجودة لديه.
2.مساعدة الطالب على زيادة السلوكيات المقبولة اجتماعياً والتي يسعى الطالب إلى تحقيقها.
3.مساعدة الطالب على التقليل من السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً مثل التدخين، الإدمان، تعاطي الكحول، ضعف التحصيل الدراسي... الخ.
4.تعليم الطالب أسلوب حل المشكلات.
5.مساعدة الطالب على أن يتكيف مع محيطه المدرسي وبيئته الاجتماعية.
6.مساعدة الطالب على التخلص من مشاعر القلق والإحباط والخوف.
خصائص تعديل السلوك:
1.التركيز على السلوك الظاهر القابل للملاحظة والقياس:
حتى يتمكن المرشد أو المعدل من تتبع التغيرات التي تطرأ على السلوك في
مراحل العلاج المختلفة لا بد من تحديد معدل حدوث السلوك المراد دراسته أو
تعديله ،وهذا يتطلب إمكانية ملاحظته بشكل موضوعي لا شبهة فيه وأن يتفق
الملاحظون على ذلك.
2.السلوك مشكلة وليس عرضاً لمشكلة ما:
أي أن هناك مشكلة تكمن وراء ذلك السلوك وينبغي أن نتعامل مع هذا السلوك بعد
أن نعرفه ونحدده بشكل نستطيع معه قياسه وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه
قبل وأثناء وبعد العلاج.
3.السلوك المشكل هو سلوك متعلم ومكتسب من خلال تفاعل الفرد مع البيئة التي
يعيش فيها لذلك يتطلب الأمر إعادة تعليم المسترشد السلوك السوي من خلال
أساليب تعديل السلوك.
4.انه لا يأتي من فراغ:
أي أن هناك قوانين تحكم تكرار السلوك أو عدمه بمعنى أن السلوك يخضع لقوانين
معينة بشكل حتمي وهي التي تحدد العلاقة الوظيفية بين المتغيرات لهذا كان
لا بد من عملية التجريب العلمي.
5.يتطلب تعديل السلوك تحديد الهدف وطريقة العلاج لكل سلوك ،وهذا يتطلب
تحديد السلوك المراد تعديله وتعاون المسترشد أو ذويه في عملية تحديد الهدف
أو ما هو متوقع حدوثه من عملية العلاج.
6.تعديل السلوك استمد أصوله من قوانين التعلم التي أسهم سكنر وزملائه في ترسيخ قواعده
7.يركز على دور العلاج في تغيير سلوك المسترشد.
8.التقييم المستمر لفاعلية طرق العلاج المستخدمة:
وذلك من خلال قيام المرشد أو المعدل بعملية قياس متكرر منذ بداية المشكلة
وأثنائها وبعدها، وقد يتطلب الأمر التوقف عن استخدام أسلوب معين والبحث عن
أساليب جديدة لتغيير السلوك.
9.التعامل مع السلوك بوصفه محكوماً بنتائجه:
أي أن السلوك تكون له نتائج معينة ،فإذا كانت النتائج ايجابية فان الإنسان
يعمد إلى تكرارها ،أما إذا كانت النتائج سلبية فانه يحاول عدم تكرارها
مستقبلاً.
10.أن تتم عملية تعديل السلوك في البيئة الطبيعية:
أي أن يحدث تعديل السلوك في المكان الذي يحدث فيه السلوك ،لان المثيرات
البيئية التي تهيأ الفرصة لحدوث السلوك موجودة في البيئة التي يعيش فيها
الفرد،فالأشخاص المحيطون بالفرد هم الذين يقومون بعملية التعزيز أو العقاب
وبالتالي هم طرف في عملية تعديل السلوك.
11.إعداد خطة العلاج الخاصة بالمسترشد.
12.يقوم العلاج السلوكي على مبدأ الآن وبعد:
يركز تعديل السلوك على السلوك الآني والمثيرات السابقة وتوابع
السلوك،فالتركيز ليس على خبرات الطفولة التي يتوقع المسترشد أن يسأل المرشد
أو المعدل عنها ،بل انه يركز على السلوك الحالي لأن المعدل أو المرشد يقوم
بتغطية الماضي عندما يتعرف على الظروف التي تسبق حدوث السلوك.
مجالات تعديل السلوك:
أشار الروسان (2000) إلى أن مجالات استعمال تعديل السلوك متعددة ومتنوعة منها:
أولا:مجال الأسرة:
فهناك الكثير من السوكات المرغوبة التي تود الأسرة أن يتعلمها أفرادها
ويتقنوها ومن ثم يعمموها ومنها:مهارات الاعتناء الذاتي "من لبس ،ونظافة
شخصية،وترتيب وتنظيف المكان الذي يعيش فيه الطفل،وكذلك مراعاة آداب المائدة
وآداب الحديث وأيضا في مجالات المهارات الاجتماعية حيث تسعى الأسرة إلى
تدريب أطفالها على التعامل مع الآخرين باحترام والمساعدة والصدق والأمانة
والمحافظة على الواجبات وعلى الممتلكات الخاصة والعامة .
ثانيا:مجال المدرسة:
عدم التأخر والغياب عن المدرسة، المشاركة الصفية، التعامل مع المدرسين
والطلبة باحترام، وكذلك الالتزام بالتعليمات والأنظمة والمحافظة على
ممتلكات المدرسة، أما إذا كان سلوك الطالب عكس ما ذكرنا فإننا نكون بصدد
تعديل سلوكه بالشكل الذي يحقق الوضع السوي.
ثالثا:مجال التربية الخاصة:
وهو مجال خصب جداً لبرامج تعديل السلوك،ويعد تعديل السلوك من أهم مرتكزات
العمل في التربية الخاصة ،وهنا يلجأ الأخصائي إلى تدريب فئات التربية
الخاصة على تعلم أو تعديل أو المحافظة على العديد من المهارات
منها:المهارات الاجتماعية والنفسية ،ومهارات الاعتناء الذاتي،والمهارات
المهنية،والمهارات التأهيلية.
رابعا:مجالات العمل:
وهناك الكثير من الدراسات التي قامت باستعمال إجراءات تعديل السلوك من أجل
زيادة مهارة العاملين أو زيادة إنتاجهم أو مساعدتهم في انجاز أعمالهم في
الوقت المطلوب أو التقيد بمواعيد العمل.
خامسا:مجالات الإرشاد والعلاج النفسي:
وهنا يتم تقديم الإرشاد وكذلك العلاج النفسي لمختلف الفئات بحيث يقوم
الأخصائي بمقابلة من يحتاجون لخدماته ويقرر عندها أسلوب تعديل السلوك
المناسب لهم.ففي مجالات الأسرة يتم معالجة كثير من السلوكات غير المقبولة
كالسلوك العدواني والغيرة والإهمال الزائد ،وفي المدرسة يتم علاج مشاكل عدم
التكيف والانسحاب وضعف التحصيل وصعوبات التعلم،ويتم أيضاً علاج كثير من
العادات السلوكية مثل قضم الأظافر،مص الأصابع أو الإبهام،التبول اللاإرادي
،القلق،الخوف من الامتحانات.
وكذلك علاج المشاكل النفسية مثل حالات الاكتئاب والإحباط،والمخاوف المرضية
بشكل عام ،وعلاج المشاكل الزوجية ،ومشاكل الصحة كالسمنة أو النحافة،وتدريب
الأفراد على العادات الصحية والاجتماعية السليمة.
الاتجاهات الرئيسية في تعديل السلوك:
1.الاتجاه السلوكي:
يقوم على فكرة أن سلوك الفرد ليس عرضاًَ وإنما هو مشكلة بحد ذاته وأنه يجب
التعامل معه وفهمه وتحليله وقياسه ودراسته ووضع أفضل الإجراءات للتعامل معه
حسب أوقات وأماكن حدوثه وأنه يمكن التحكم فيه عن طريق التحكم في المثيرات
التي تحدثه وفي النتائج المترتبة عليه، ويعتمد هذا الاتجاه على قوانين
تعديل السلوك مثل التعزيز والنمذجة وضبط الذات.
2.الاتجاه المعرفي:
يرى بأن سلوك الفرد ليس ناتجاً عن تفاعل بين المثيرات البيئية والفرد فقط،
وأن استجابات الفرد ليس مجرد ردود أفعال على مثيرات بيئية وإنما هناك عوامل
معرفية لدى الفرد قد تكون مسؤولة عن سلوكياته مثل ثقافته ومفهومه عن ذاته
وخبراته وطرق تربيته وتنشئته وطرق تفكيره عقلانية كانت أم غير عقلانية وعلى
مدى تفاعل حديثه الداخل مع بناءاته المعرفية وطرق اكتسابه لتعلم السلوك
الخاطيء.
3.اتجاه التعلم الاجتماعي:
يرى أن السلوك البشري يتعلمه الطالب بالتقليد أو المحاكاة أو النمذجة، وأن
معظم السلوكيات الصحيحة والخاطئة هي سلوكيات متعلمه من بيئة الفرد، وصاحب
هذا الاتجاه هو ألبرت بندورا صاحب مدرسة التعلم الاجتماعي.
خطوات تعديل السلوك:
يحتاج المرشد التربوي إلى معرفة الإجراءات المطلوبة في تعديل السلوك وهي:
1.تحديد السلوك الذي يريد المرشد تعديله أو علاجه.
2.قياس السلوك المستهدف وذلك بجمع ملاحظات وبيانات عن عدد المرات التي يظهر
فيها السلوك ومدى شدته وقد يلجأ المرشد للطلب من الوالدين الاستجابة على
استبانة خاصة لقياس مدى استمرار السلوك وتكراره وشدته.
3.تحديد الظروف السابقة أو المحيطة بالطالب عند ظهور السلوك غير المرغوب
فيه (تاريخ حدوثه، الوقت الذي يستغرقه،مع من حدث،كم مرة يحدث،ما الذي يحدث
قبل ظهور السلوك ،كيف استجاب الآخرون ،ما المكاسب التي جناها الطالب من
جراء سلوكه وأي ملاحظات ترتبط بظهور المشكلة ).
4.تصميم الخطة الإرشادية وتنفيذها على أن يشترك الطالب وأسرته في وضع الخطة
وتتضمن تحديد الأهداف، ووضع أساليب فنية تستخدم لتدعيم ظهور السلوك
المرغوب، وإيقاف أو تقليل السلوك غير المرغوب، وتشجيع الطالب وأسرته على
تنفيذ الخطة الإرشادية بكافة بنودها.
5.تقويم فعالية الخطة وتلخيص النتائج وإيصالها إلى من يهمهم الأمر.