العلاقة بين المُناخ و التربة
التربةهي جزء من مكونات النظام البيئي، و هي نتاج تفكك و تحلل الصخور و المعادن بفعل عوامل التجوية المختلفة وفقاً للمُناخ السائد، و يتأثر مُناخ التربة بمُناخ الهواء المحيط بها،
إلى جانب تأثره بالمكونات المعدنية و البيولوجية للتربة، و يظهر مدى أهمية
الدور الكبير الذي يلعبه المُناخ في تكوين التربة في أنه قد تتشابه التربة
في الأصل الصخري في منطقتين مختلفتين في ظروفهما المُناخية فينتج عن ذلك
تربة تختلف عن الأخرى اختلافاً يكاد كلياً في خصائصها الطبيعية و
الكيميائية نتيجة لتأثرها بعناصر المُناخ المختلفة فترتبط زيادة المواد
العضوية في التربة بزيادة هطول المطر و انخفاض درجات الحرارة، و يتوقف معدل
زيادة الطين أي غرويات التربة بمعدل هطول الأمطار كما يرتبط غسل التربة من
المواد المعدنية بغزارة الأمطار، و يزيد ترسيب و تراكم الأملاح على سطح
التربة مع ارتفاع درجة الحرارة و قلة الأمطار، في حين بطريق غير مباشر يحدد
المُناخ كثافة غطاء النبات الطبيعي و يؤثر ذلك على كمية المواد العضوية
المتحللة و التي بدورها تحدد درجة خصوبة التربة، و تتحدد بذلك المحاصيل
الزراعية التي يمكن أن تزرع فيها.
و لدرجة حرارة التربة خصائص تختلف عن درجة حرارة
الطبقة الهوائية القريبة من سطح الأرض، و إن كانت حرارة هذه الطبقة تؤثر
على حرارة التربة بدرجة كبيرة و ذلك من خلال درجة الحرارة التي تتعدى في
أهميتها معظم عناصر المُناخ الأخرى المؤثرة على حياة النبات، فيؤدي ارتفاع
درجة حرارة التربة إلى سرعة حركة المياه فيها و بالتالي يسهل على النبات
امتصاصه، و تحت الظروف المُناخية الواحدة نجد إن الترب خشنة القوام و
المفككة ذات حرارة أعلى من الترب الطينية الثقيلة، كما إن التُرب الداكنة
أكثر امتصاصاً للحرارة من التُرب الفاتحة اللون، و كذلك تؤثر درجة الحرارة
المرتفعة على سرعة تحلل المواد العضوية و بالتالي سرعة بناء التربة، و
ترتبط سرعة النشاط الميكروبي بحرارة التربة حيث تصل إلى أقل مستوى عند 10مْ
و أقصى سرعة لها عند حرارة تتراوح بين 18– 30مْ بينما يتوقف تماماً عند
درجة حرارة 40 مْ، كما تقصر الجذور و يقل تفرعها و قدرتها على امتصاص الماء
و المواد الغذائية مع انخفاض حرارة التربة و ينعكس ذلك على سرعة نمو
النبات، و تعتبر درجة الحرارة 5 مْ للتربة هي صفر النمو الفيزيولوجي، بينما
تصل سرعة النمو إلى أقصاها في ظل درجة حرارة 20 مْ للتربة.