السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما تقدم المرء في السن حدث تراجع فيزيولوجي لديه وقلت قدرات ذاكرته نسبياً .. فبات ينسى العديد من الأمور وربما يخلط ما بين الوقائع .. وهذا أمر طبيعي للغاية وملازم للشيخوخة ، في الواقع ، تلك حال معظم الأشخاص الذين تجاوزوا ال 75 عاماً ولكن متى يجدر بنا الأشتباه بداء الآلزهايمر ؟ فهو أيضاً يبدأ باضطرابات في الذاكرة ..
هل يثير أي خلل في الذاكرة ، القلق ؟
متى شكا المسن من النسيان أو اضطرابات ما في الذاكرة ، علينا أولاً التأكد إذا ما كان محيطه ( أقارب ، معارف .. ) قد لاحظ الأمر ذاته وانزعج منه .. إن لا ، فلا داعي للقلق ، أضف أنه مع ظهور اضطرابات استذكارية ، غالباً ما يعاني المسنّ من مشاكل بسيطة تقتصر على قدرة الإرتداد أو التصحيح كأن ينسى بعض أسماء العلم أو الأماكن التي وضع فيها أغراضه ..
إلا أنه يعود عادة ليتذكرها لاحقاً ، بالتالي ، يمكن للطبيب العام إجراء بعض الإختبارات البسيطة لتحديد الحالة ومنها ، اختبار ال 5 كلمات ، اختبار ساعة الجدار ، اختبار المرونة الشفوية واختبار التوجيه الزمني ..
إذا ما أتت النتائج ضمن الحد الطبيعي ، يمكن طمأنة المسنّ بالكامل ، وإن لا ، فمن الضروري عندها استشارة الأخصائي بغية تقييم مدى خطورة الخلل الإستذكاري .
إذاً ، متى نعتبر الخلل المذكور نذير مرض الآلزهايمر ؟ في الواقع ، وبحسب الخبراء من الصعب رسم الحدود بوضوح ، إنما مؤخراً قد أعلن عن حالة متوسطة تتراوح ما بين الاضطرابات الإستذكارية الفيزيولوجية والإضطرابات المرضية والتي قد تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الجنون أو ما يعرف بالإختلال العقلي .
خير مثال على هذا النوع من الحالات المتوسطة ، الخلل المعرفي الطفيف ( Mild Cognitive Impairment ) أي الخلل الحاصل في الملكات الإدراكية .
تتميز هذه الحالة بالتالي ، يشكو المسنّ بنفسه من اضطراب في يالذاكرة إنما يؤكد محيطه ذلك أيضاً .
بالمقابل ، ما من عواقب على صعيد الإستقلال الذاتي ، ولكن في حال وجود نقص أو عجز استذكاري موضوعي في خلال إجراء الإختبارات الطبية ، تبقى الذاكرة الوظيفة الفكرية الوحيدة المتضررة عكس ما يجري في حال ظهور داء الآلزهايمر إذ حينها ، تتضرر وظيفة ثانية أخرى على الأقل .
متابعة المسنّ أساسية :
ثمة أمر مهم للغاية يجب التنبيه له ، متى أجرى الطبيب الإختبارات المذكورة من الأساسي أن يتابع المريض باستمرار ، بحسب الإحصاءات الأخيرة ، نجد سنوياً ما بين 7 وال 10 % من الحالات البسيطة تتحول إلى داء الآلزهايمر لذا ينصح الخبراء بمعاودة الخضوع للإختبارات أقله مرة في العام ، ذلك بغية اكتشاف أي تراجع آخر هام في الذاكرة أو أي إصابة أخرى في إحدى الوظائف الدماغية .
والهدف ؟ معالجة فورية وسريعة في حال حدوث أي تفاقم في ما يتعلق بالمداواة ، ثمة اختبارات قيد التنفيذ حالياً لتقييم فعالية الأدوية المضادة لإفرازات الكولين ( Anticholinergic ) إنما وحتى الآن ، ما زال الخبراء يجهلون إذا ما علهم اللجوء إلى الأدوية لمعالجة حالة الخلل المعرفي الطفيف (MCI) ثمة أمر أكيد ، لا يمكن الإستغناء عن إعادة تأهيل وتمرين الذاكرة .
ولكن ، قد نطرح السؤال : كيف لنا بالتمييز ما بين الخلل الذاكري الملازم للشيخوخة وبين حالة الخلل المعرفي الطفيف ؟
غالباً ما يصعب التأكد مثلاً : إن كان المسن في وضع حساس وضعيف إنما مؤقت ، إثر حدث مؤثر ، حالة إكتئابية مرض كامن أو علاج ما بالأدوية .. قد تصاب ذاكرته بخلل معين ، بالتالي ، يجب وقبل تشخيص وضع الذاكرة البحث عن أحد العوامل المذكورة ، ولا ننسى ما يلي : لا يمكن تشخيص طبيعة الخلل الذاكري ما لم يعد وضع المريض ليستقر