كلمة زوج وبعل في القرآن:
الله تعالى لا يستعمل كلمة زوج إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة (قد سمع
الله قول التي تجادلك في زوجها) وهي قصة خولة التي ظاهر منها زوجها جاءت
تشتكي إلى النبي وعلِم الحق تعالى حرص هذه المرأة على زوجها وعلى إتمام
الحياة الزوجية ولهذا ما ضنّ عليها بكلمة زوج لأنه تعالى علم ما في نفسها
من رغبة باستمرار حياتها الزوجية.
وقوله تعالى (أمسك عليك زوجك) لزيد بن حارثة مع العلم أنه طلقها لأن الله
تعالى لا يريد أن يوسع دائرة الخلاف وقوله تعالى أن أمسك توحي بالتمسك
بالحياة الزوجية.
وقوله تعالى (تبتغي مرضاة أزواجك) لم تكن هناك خلافات زوجية وإنما كانت
غيرة نساء وكيف لا والرسول عليه الصلاة والسلام حرّم على نفسه شرب العسل
الذي حلله الله تعالى.
في المطلّقة الرجعية قال تعالى (وبعولتهن أحق بردهن) تعبير بالبعل لأنها
مطلقة والحياة الزوجية منقطعة. وفي المطلقة البائنة قال تعالى (فلا
تضارّوهن أن ينكحن أزواجهن) بتعبير أزواجهن مع أن الحياة الزوجية منقطعة
والزوجة لا تعود إلا بمهر جديد وعقد جديد. فلماذا هذا الإختلاف في استعمال
اللفظتين؟ لأنه في الأولى (الطلقة الرجعية) يذكر القرآن أن هناك منافسة
(أحق بردّهن) فالزوج يعلم أن هناك من يريد أن يتدخل ليتزوج زوجته والبعض
يراجع فقط لا لأنه يريد الإصلاح وإنما لأنه يريد إرجاعها ليمدد العدّة
فلذلك أضاف تعالى (إن أرادوا إصلاحاً) وقد لا يكون انهم يريدون إصلاحا. أما
في الثانية. فإذا عاد إليها زوجها من جديد ففي هذا اعتراف منه بها ودليل
على مكانتها عنده (فإذا تراضوا) والزوجة رقيقة القلب عندما ترى زوجها جاء
لينكحها تتصور أنه لم يجد في الكون من هي أفضل منها ولهذا ردّها إليه ومن
أجل هذا عبّر القرآن بالزوجية ليذكر الأولياء إن هذا كان زوجها هو أولى
وأحق بها والحياة الزوجية ستستمر إن شاء الله تعالى.