دراسة عربية تحذر من الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية في الإنتاج الزراعي
حذرت
دراسة عربية من الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية التي أدت في بعض
الدول العربية إلى زيادة العناصر الضارة بالإنسان والحيوان.
وذكرت
الدراسة التي أصدرتها حديثاً المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن
الإحصائيات تشير إلى أن استخدام الأسمدة والمبيدات في زيادة مطردة في الوطن
العربي مع إغفال نسبي لمدى تراكم هذه الأسمدة والمبيدات في التربة والمياه
السطحية والجوفية.. مؤكدة أن هذه المشكلة تعد من المشكلات الحادة خاصة في
الأقطار العربية التي تعتمد في ري زراعاتها على المياه الجوفية ومنها
الأردن وليبيا وسلطنة عمان وقطر واليمن.
وأوضحت أن الأسمدة مثل
الكادميوم والنترات وبعض العناصر الثقيلة في التربة تؤثر سلباً على التربة
الزراعية، إضافة إلى تلوث المياه نتيجة لذوبان الأسمدة في التربة وانجرافها
على السطح، وأيضاً تسهم في تلوث الهواء.. ناهيك عن التأثيرات السلبية
للأسمدة على الكائنات الحية عند وجودها بتركيزات مرتفعة، ونمو وانتشار بعض
الطحالب والنباتات في المسطحات المائية التي تعوق الملاحة وتنقية المياه.
وأشارت
دراسة المنظمة إلى أن التلوث بمسبباته المختلفة يعد من بين أهم العوامل
التي أصبحت ذات أثر ملحوظ في التدهور الكمي والنوعي للموارد الأرضية
الزراعية.. منوهة إلى أن مشكلة التلوث في الوطن العربي تفاقمت في الآونة
الأخيرة نتيجة للتغير في نمط الحياة وما صاحبه من تطور صناعي وتقني، وقد
أدى هذا التطور إلى زيادة الملوثات الكيمائية والبيولوجية كماً ونوعاً بحيث
أصبح التخلص منها يشكل هاجساً كبيراً للحكومات، وقد تعرضت التربة والأراضي
الزراعية في الوطن العربي لعدد من أنواع ومسببات التلوث التي أدت إلى
تدهورها وخفض قدرتها الإنتاجية.
ويعد التلوث الهوائي من أخطر أنواع
التلوث لصعوبة تفاديه وسهولة حركته وانتقاله، ولقد ازداد معدل التلوث
الهوائي في الوطن العربي كماً وكيفاً نتيجة للتطور الزراعي والصناعي الذي
شهدته الدول العربية الذي أدى بدوره لظهور بعض الملوثات التي لم تكن معروفة
من قبل.. وتشمل أهم مصادر التلوث الهوائي العواصف الترابية والبراكين
وحبوب اللقاح والكائنات الحية الدقيقة ومخلفات المواصلات والصناعة وحرق
وإعادة استعمال النفايات، ومن المعروف أن هنالك أثرا مباشرا للتلوث الهوائي
على التربة ينجم عن تساقط المواد العالقة في الهواء من جسيمات دقيقة على
سطح التربة عن طريق الرياح أو الأمطار، حيث يؤدي ذلك إلى تغير في خصائص
التربة الكيميائية وعلى الأخص الرقم الهيدروجيني، وبالتالي تؤثر على تيسر
بعض العناصر الغذائية وتعمل على خفض خصوبة التربة وزيادة تدهورها.
كما
تتسبب الأمطار الحمضية الناتجة عن ذوبان غاز ثاني أكسيد الكبريت - المتصاعد
من المصانع - في مياه الأمطار المتساقطة إلى التأثير السالب على نمو
الأشجار والمراعي مما يؤدى إلى موتها وبالتالي كشف الغطاء النباتي للتربة
وانجرافها بواسطة الماء أو الهواء.