السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت دراسة جديدة انه يمكن لتكرر الاصابات الناجمة عن «الارتجاجات
الدماغية»، كما هو الحال لدى ممارسة الرياضة مثل كرة القدم، ان يراكم
الاضرار وان يجعل الدماغ اكثر حساسية.
وأكد الباحث الاميركي ميشافيل كولينز، من جامعة بيتسبورغ في ولاية
بنسلفانيا الاميركية ان الرياضيين الذين يتعرضون للرجة الدماغية للمرة
الثانية او الثالثة يعانون من الاغماء والنسيان والتشوش اكثر مما يعانيه
الرياضيون الذين يتعرضون للرجة الاولى.
واجرى
كولينز وفريقه عمله دراستهم، التي نشرت في مجلة «الجراحة العصبية»، على 28
رياضيا ممن تعرضوا للرجات الدماغية عدة مرات وقارنوها بنتائج فحوصات
مماثلة اجروها على 60 رياضيا تعرضوا للرجة الدماغية لاول مرة، وكان معظم
المتطوعين من الذكور من اعمار تقارب الـ 16 سنة ويمارسون لعبة كرة القدم او
كرة القدم الاميركية.
وثبت
من خلال المتابعة والفحوصات ان افراد المجموعة الاولى، ممن تعرضوا للرجات
اكثر من مرة اصيبوا بحالة فقدان الوعي اثناء اصابتهم برجة جديدة في %25 من
الحالات، في حين ان هذا حدث مع افراد المجموعة الثانية بنسبة %5 فقط،
وعموما سجل الاطباء احتمال التعرض الى ارتجاج دماغي شديد لدى افراد
المجموعة الاولى بشكل يفوق احتمال تعرض افراد المجموعة الثانية اليه بـ 9
مرات.
وتعزز
هذه الدراسة، حسب قناعة كولينز، الشكوك الطبية السابقة حول احتمال ان تؤدي
الارتجاجات الدماغية المتكررة عند الرياضيين الى انخفاض كفاءة الدماغ
عموما والى اضطراب بعض الوظائف. ويعتقد كولينز وزملاؤه ان حساسية الدماغ
للتأثر بالرجة تزداد مع ازدياد عدد الرجات السابقة التي تعرض لها الانسان
عموما والرياضي بوجه خاص. هذا مع عدم استثناء امكانية وجود «ميل» شخصي
لفقدان الوعي عند البعض نتيجة الارتجاجات واحتمال ان تكون اكبر مما هي عند
الآخرين.
وكتب
كولينز انه من الصعب تحديد متى يمكن للرياضي العودة الى ممارسة لعبته بعد
تعرضه لارتجاج في الدماغ، ويعول على دراسات لاحقة تعينه في اتخاذ القرار،
وعلى اي حال فإنه من الضروري التأكد من زوال كافة اعراض الارتجاج قبل اتخاذ
قرار ضرب الكرة من جديد بالرأس.
وسبق
لدراسة كندية ان توصلت الى ان اصطدام رأس لاعب كرة القدم الاميركية برأس
اللاعب الآخر وهو يجري بسرعة 11 مترا في الثانية يصيبه بارتجاج دماغ شديد.
وان تكرر مثل هذه الصدمات او الارتجاجات قد يؤدي الى عواقب وخيمة قد تصل
الى الموت احيانا. وتحدثت الدراسة الكندية بدورها عن Second Impact
Syndrome «الاصطدام الثاني» الذي يجعل الدماغ اكثر عرضة للضرر كلما تكررت
الارتجاجات.
وفسر العلماء هذه الظاهرة في مجلة «جاما» الاميركية على اساس افراز الدماغ
للمزيد من المادة العصبية المستقبلة المسماة الغلوتامات بتأثير الصدمة.
وتدفع الغلوتامات الايونات في الدماغ الى تحرير البوتاسيوم وتحمل المزيد من
الكالسيوم والصوديوم. وهذا يعني ان ما توفر من غلوكوز في هذه الفترة تحت
تصرف عملية الاستقلاب يكون ضئيلا جدا، ويحتاج الدماغ الى اسبوع من الراحة
في الاقل كي يعود الى حالته الطبيعية، وتكون العواقب وخيمة للرياضي لو انه
تعرض الى رجة دماغية اخرى خلال الفترة التي يحاول الدماغ فيها استعادة
توازنه من الرجة الاولى. وتعرض شاب كندي الى الموت في خريف 2001 بسبب تعرضه
لرجتين متتاليتين في غضون 15 ساعة فقط.